الاثنين، 31 أكتوبر 2016

رسالة فى الصباح



تمضى بنا الايام ولاندرى ان السعادة دائما بين يدينا ولكننا دائما نبحث عنها انها بداية الزهايمر ومن هنا تبدء قصتى، حيث لا استطيع ان اختصرها فى كلمتين فهى قصة واقعية وتعبر عن صدق المشاعر مهما بلغ بنا الالم، فيجب ان يكون عندنا ثمة الامل لنصل الى مبتغنا .
فى نهاية الدوام خاصتى وكنت فى غاية الارهاق،وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف , دخل عجوز يناهز الثمانين من العمر , لإزالة بعض الغرز له من إبهامه .. وأكد أنه على عجلة من أمره لأن لديه موعدٌ في تمام التاسعة.
قدمتُ له كرسيًّا و تحدثت قليلًا وأن أزيل الغرز و أهتم بجرحه . سألته : إذا كان موعده هذا الصباح مع طبيب ولذلك هو في عجلة ! أجاب : لا , لكنّي أذهب لتناول الإفطار يوميًا مع زوجتي , هي مصابة بمرض “ الزهايمر ” - ضعف الذاكرة , وتحتاجني ! بينما كنا نتحدث انتهيت من التغيير على جرحه . و سألته : هل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الميعاد قليلًا ؟ فأجاب : “ لم تعد تعرف من أنا , إنها لا تستطيع التعرف عليّ منذ خمس سنواتٍ مضت ” قلتُ مندهشًا : ولا زلت تذهب للإفطار معها كل صباح على الرغم أنها لا تعرف من أنت ؟ ابتسم الرجل وهو يضغط على يدي وقال : هي لا تعرف من أنا , ولكن أنا أعرف من هي ! اغرورقت عينيا بالدموع واضطررت لإخفاء دموعي حتى غادر الباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق